منذ سنوات الخمسين وحتى سبعينات القرن الماضي، شهد مجتمعنا حركة مسرحية نشيطة وغنية، استقطبت الجمهور بفئاته وطبقاته المختلفة، الذي وجد فيها متنفسا ثقافيا راقيا وذو قيمة عالية. في تلك السنوات لم تكن هناك مؤسسات كبيرة تدعم الفن والفنانين، ولا وزارة دولة تمدهم بميزانيات كبيرة، وتقييمات أكبر. غالبية الممثلون والممثلات والمخرجين والتقنيين والمصممين، كانو من عشاق وهواة الفن الذي حركهم الإبداع والشغف والعمل ضمن الفريق، لم يكونو خريجي جامعات ومعاهد مرموقة، ولم تكن الشهرة جزء من احلامهم. انما هو الفن من اجل الفن، من اجل تقديم الجميل لمجتمعهم، من أجل التعبير عن أنفسهم وحبهم الكبير للحالة، للخلق والإبداع. اليوم في عالمنا المتغير بسرعة نفقد فيها أحيانا القدرة على الإستيعاب، عالم متقدم تكنولوجيا، محكوم بتواصل سريع، نجد صالات العرض فارغة في غالبية الأحيان